كلمة المحرر

 

خبراء صهاينة في الهند يعملون على توريط الشباب المسلم في تهمة الإرهاب العالمي

 

 

 

  

 

  

 

 

       العداء الذي أثارته الصهيونية الصليبية ضد الإسلام على الصعيد العالَمي ، بدأ يعطي مفعولَه في بلادنا الهند هي الأخرى التي كانت في الماضي القريب أيضًا أرضًا خصبة للإسلام وكان المسلمون فيها يشعرون في العمل بشعائر الإسلام بحريّة كانوا لايشعرون بها حتى في كثير من البلاد التي تُعْتَبَرُ بلادًا إسلاميّةً عريقةً منها انتشر الإسلام إلى أرض الله الواسعة .

       ولكنه منذ أن بدأت تجتاح الصهيونيةُ هذه البلادَ الخيّرةَ التي كانت واحةً خضراء بالنسبة إلى المسلمين الذي سَقَىٰ سلفُهم كلَّ شبر من أشبارها بالدموع الزكية الطاهرة التي سالت من خشية الله من عيونهم في خلوات الليالي الهادئة ، وتوافد خبراؤها في الحرب والاقتصاد وشتى المجالات الحيوية إلى ربوعها ، وتَزَامَنَ توافدهم شنَّ بوش الصليبيُّ المتصهينُ الحربَ العالميةَ على الإسلام باسم «الحرب على الإرهاب» منذئذٍ أصبحت أرضُ الهند تكاد تضيق على الشعب المسلم الهندي على رحبها ؛ حيث تكاتف الخبراء الصهاينة مع المليشيات الهندوسية المتطرفة في ايجاد آليّة لتوريط الشباب المسلم في كثير من التهم الخطيرة والجرائم الهائلة تمهيدًا للأرضية للإيقاع بهم بأساليب غير شرعية ؛ فبدأوا يغتالون الشباب المسلم عن طريق تنفيذ حوادث اشتباكات وهميّة تقوم به الشرطة ورجال الأمن التي تسرّب إليها التسمّم الطائفي وروح التعصب الهندوسي وأَمَدَّهَا الخبراءُ الصهاينة بتوجيهات من عندهم تُمَاثِلُ ما تُعْمِلُه الصهاينةُ في أرض فلسطين لتقتيل الشباب الفلسطيني وتعذيبه وإدانته بجرائم خطيرة . كما بدأوا يفجرون القنابل الموقتة في داخل عربات القطار والمساجد والأضرحة الإسلامية مما يسفر عن قتلى وجرحى من المسلمين في جانب ، وفي جانب آخر يُقْدِمُ الشرطة ورجال الأمن على تصيّد شباب مسلم من أيّ مكان لتعتقله وتوقفه رهنَ التحقيق الوهميّ ثم تدينه عن ذلك الطريق ، وتحاكمه ، وتثبت إدانتَه «شرعيًّا» فتُعْدِمه شنقًا أو تزج به إلى السجن مؤبدًا ؛ فتشبع روحَها الطائفيّة بأساليب عديدة ؛ حيث تصيد عصافير كثيرة بحجر واحد .

       هذا الأسلوب بدأت العناصر الطائفية من الأغلبية الهندوسية تُكثِر من إعمالهما ضدّ الشعب المسلم ؛ لتأكيد أن المسلمين إرهابيون حقًّا ؛ لأنهم يتبعون الدين الذي يعلّم الإرهاب ، ويحرّض عليه ، وينتجه ، ويصدّره إلى كل أرجاء الدنيا ، كما يقول الصهاينة والصليبيّون .

       ولا شكّ أنّ هذا التضامن الكبير الواسع النطاق من قبل العناصر الطائفية الهندوسية في الهند مع الصهاينة والصليبيين الذين نهضوا اليوم بكل ما عندهم من العدة والعتاد ، ومعطيات العلم ، والتقدم العسكريّ والاقتصاديّ ؛ ليُصَفُّوا الحسابَ مع الإسلام بشكل نهائيّ .. جدُّ خطير، ويؤكّد أنّ هناك خطة مُدَبَّرة من قبل الصهاينة والصليبيين تُنَفَّذُ بشكل مُحْكَم في هذه البلاد .. بلاد غاندي ونهرو اللّذين حاربا العنف والتطرف والعصبيّة بكل ما كانا يملكانه من قوة وحكمة وتعقل ولباقة للتعامل مع القضايا العالمية .. وبلاد علماء الإسلام الكثيرين الذين قادوا حركة التحرر من الاستعمار قبل أيّ طائفة من طوائف الهند .

       الحكومة الهندية بفضل ما تبقّى لديها من روح العلمانية ومرونة الدستور التي تسوّي بين جميع طوائف المواطنين في الواجبات والحقوق ، مُطَالَبةٌ بالتسرّع لوأد هذه الفتنة الجديدة التي بدأت ترفع رأسها في أقطار كثيرة من البلاد ، والتي لو تفاقمت لاستعصت السيطرة عليها ، وسيكون ذلك أشأم يوم في البلاد بالنسبة لجميع الطوائف ، وأنحس يوم بالنسبة لوحدتها وسلامتها فضلاً عن أمنها واستقرارها.

       إن التضامن مع المشروع الصهيوني الصليبي : الإسرائيلي الأمريكي الذي يتمثل في إبراز المسلمين في العالم كله بما فيه الهند و شبه القارة الهندية ، في شكل «إرهابيين عالميين» لا يعرفون التعايش السلمي في هذا العصر الراقي المتنور ذي الحضارة الغربية المتقدمة، لن يكون بشكل في صالح البلاد أو صالح الأغلبية الهندوسية . والعقلاءُ في حكومة الهند التي يقودها اليوم الائتلاف العلماني الذي تشارك فيه أحزاب شتى وعلى رأسها حزب المؤتمر مُطَالَبون أن ينتبهوا لهذا الخطر المحدق بالبلاد ومصيرها .                                                        [التحرير]

(تحريرًا في الساعة 10 من صباح الأربعاء  : 19/5/1428هـ = 6/6/2007م)

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . جمادى الأولى – جمادى الثانية 1428هـ = مايو – يوليو  2007م ، العـدد : 5–6 ، السنـة : 31.